كارثة بيئية تضرب الجزائر وجهود مكثفة للسيطرة على حرائق الغابات
تعيش الجزائر منذ الساعات الأولى ليوم الخميس حالة طوارئ حقيقية بعد اشتعال موجة واسعة من حرائق الغابات في عدد من الولايات، أبرزها ولاية تيبازة غرب العاصمة، الحرائق التي اندلعت بشكل متزامن تسببت في حالة من الهلع بين السكان، واضطرت السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء وقائية للمناطق المهددة، مع مشاركة موسعة لوحدات الجيش والدرك الوطني والدفاع المدني.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الحماية المدنية، فإن يوم الخميس وحده سجّل اندلاع 22 حريقًا عبر ثماني ولايات مختلفة، لا يزال 11 منها مشتعلًا حتى صباح الجمعة، وتمكنت فرق الإطفاء من إخماد خمسة حرائق بشكل كامل، بينما جرت السيطرة على ستة حرائق أخرى وما تزال تحت المراقبة تحسبًا لعودة الاشتعال مع تغيرات الطقس.
وتُعد ولاية تيبازة الأكثر تضررًا حتى الآن، حيث تتواصل أربعة حرائق كبيرة في مناطق متفرقة، أهمها الحريق الضخم الذي اشتعل في غابة دوار بوخليجة ببلدية الأرهاط. هذا الحريق تحديدًا تطلّب تعزيزات برية وجوية إضافية، بعد أن ساهمت الرياح القوية والجافة في اتساع رقعة النيران وصعوبة السيطرة عليها.
وفي سياق التعامل مع الموقف، قام وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية سعيد سعيود بزيارة ميدانية لعدد من مواقع الحرائق خلال ساعات الليل، برفقة مسؤولين أمنيين وعسكريين، بهدف متابعة سير عمليات الإطفاء على الأرض وتنسيق الجهود بين مختلف الوحدات المشاركة، وقد أكد الوزير – وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية – أن الأولوية الأولى للسلطات هي حماية الأرواح ومنع تمدد الحرائق نحو التجمعات السكانية.
وتزامنت هذه الموجة من الحرائق مع ظروف جوية قاسية، أبرزها هبوب رياح قوية ذات طابع جاف، وهو ما ساهم في تسريع انتشار النيران لمسافات أوسع في فترة قصيرة جدًا، كما تواصل وحدات الحماية المدنية تنفيذ عمليات الإجلاء في المناطق القريبة من مواقع الخطر لتجنب تسجيل خسائر بشرية، مع دعوات متكررة للسكان بضرورة الالتزام بتعليمات السلطات وعدم الاقتراب من مسارات الحرائق.
الحادثة أعادت إلى الأذهان موجات الحرائق السابقة التي ضربت الجزائر خلال السنوات الأخيرة، والتي أثارت حينها حالة من الغضب العام بسبب الخسائر الكبيرة في الغابات والممتلكات، ومع ذلك، تؤكد السلطات هذه المرة أنها رفعت حالة الاستنفار القصوى وأن جميع الوحدات تعمل على مدار الساعة منذ اندلاع الحرائق.
